ابوزبد
ابوزبد
ابوزبد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابوزبد

منتدى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
<
<
<

 

 ملك اشبيلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد حمد حماد
مشرف على ابوزبد التقنية
مشرف على ابوزبد التقنية



ذكر عدد الرسائل : 61
العمر : 47
الموقع : abuzabad.montada
تاريخ التسجيل : 22/01/2009

ملك اشبيلية Empty
مُساهمةموضوع: ملك اشبيلية   ملك اشبيلية Icon_minitimeالسبت 14 مارس 2009, 12:42

المعتمد بن عباد

اسمه :

هو المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد بالله أبي عمرو عباد بن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي اشبيلية بن أبي الوليد إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن اسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم،اللخمي، من ولد النعمان بن منذر اللخمي آخر ملوك الحيرة، كان المعتمد صاحب قرطبة واشبيلية وما ولاهما من جزيرة الأندلس ،حيث ولد المعتمد سنة 432ه بمدينة باجه ،إحدى مدن غربي الأندلس .
والمعتضد من أقوى ملوك الأندلس في عهد دول الطوائف حيث يقول بعض الشعراء فيه :

من بني المنذرين وهو انتساب زاد في فخره بنو عباد
فتية لم تلد سواها المعالي والمعالي قليلة الأولاد

ثم أفضى الملك إلى المعتمد في اشبيلية بعد أبيه المعتضد ،وكان في التاسعة والعشرين من عمره .



حياته:

تقع حياة المعتمد السياسية والأدبية في ثلاثة ادوار هي:

1-دور الشباب:
حينما كان أميرا يتبع اللهو ويغشى مجالس اللهو والأنس غير ملق بالا إلى تكاليف الحياة .
لمل بلغ المعتمد الثالثة عشرة من عمره (445ه-1053) عينه والده واليا على شلب (في أقصى الجنوب الغربي من الأندلس) وبعث معه الشاعر أبا بكر بن عمار نديما ووزيرا ،وكان ابن عمار أسن من المعتمد بتسع سنوات ،ومكث المعتمد في شلب خمس سنوات أو تزيد قليلا ثم استدعاه والده إلى اشبيلية على اثر ما بلغه في الملاذ واندفاعه مع ابن عمار في المجون،غير أن ابن عمار بقي وزيرا للمعتضد .

2-دور الرجولة:
حينما بدأ والده يعهد إليه بقيادة الحملات ثم حينما أصبح ملك اشبيلية ،في مطلع هذا الدور التقى المعتمد بالجارية التي تزوجها ،كان المعتمد يتنزه مع ابن عمار (451ه- 1059) على ضفاف نهر الوادي الكبير
قرب مرج الفضة، فاخذ المعتمد بمنظر الماء المتموج فقال:

صنع الريح على الماء زرد 000000000000000000
فطلب من ابن عمار أن يجيزه فتوقف ابن عمار قليلا، وكان على شاطئ النهر جوار يملان الماء فقالت أحداهن:
00000000000000000000 أي درع لقتال لو جمد
فأعجب المعتمد بذكاء الجارية وجمالها –وكان اسمها اعتماد جارية ألرميك بن الحجاج –فاشتراها من سيدها وتزوجها وهو لا يزال وليا للعهد ،ولم يرض المعتضد عن هذا الزواج في أول الأمر،ولكن لما ولدت الرميكية للمعتمد بكره عبادا،بعث المعتمد بالطفل وأمه إلى أبيه المعتضد ،ورأى المعتضد حفيده فامتلأ حنوا وعاد إليه رضاه.

في نحو ذلك من الزمن غضب المعتضد على ابن عمار فأخرجه من بلاطه،فنقل ابن عمار في عدد من بلاطات ملوك الطوائف حتى استقر في بلاط المقتدر بن هود في سرقسطة.

وتوفي المعتضد في سنة 461-(1069) فخلفه ابنه المعتمد،وكان أول ما فعله المعتد أن استدعى ابن عمار واستوزره ،وأقام المعتمد قصورا حول اشبيلية تزخر بالترف وتغرق في الجنات والأشجار والأزهار،واتفق أن تدخل يوما(في نحو سنة 474ه-1070م) فرأى امرأته تنظر من نافذة القصر إلى شاطئ النهر،فسألها عما استأثر انتباهها ،فأشارت إلى جوار كن يملأن ماء النهر وهن حافيات يغصن في الطين وفالت أنها تذكرت أيامها الأولى يوم كانت تفعل مثلهن ، فجاء المعتمد بماء الورد وبالمسك والسكر ثم أمر بجبلها وجعلها في باحة القصر ؛فأخذت الرميكية وبناتها الصغيرات يسرن حافيات في هذا المزيج المترف على انه طين،ولكن يبدو أن أفكار الرميكية كانت ذاهبة في ابعد من النظر إلى الجواري الحافيات على شاطئ النهر،ذلك أن الشاعر ابن عمار كان قد أصبح ذا نفوذ عظيم على زوجها،فقالت لزوجها ذات يوم بعد ذلك :لم أر منك يوما صالحا،فقال لها :ولا يوم طين.

(3)- المعتمد في الأسر:

وعاد العرب في الأندلس إلى النزاع فيما بينهم،فلم يجد يوسف بن تاشفين بدا من القضاء على ملوك الطوائف وضم بقايا الأندلس إلى دولته،وكان أن خلع يوسف بن تاشفين المعتمد بن عباد وحمله أسيرا إلى حصن اغمات،قرب مدينة مراكش ،هو وأفراد أسرته .
وكان للمعتمد ابن اسمه عبد الجبار كان قد تخفى لما اسر أبوه فلم يصل المرابطون إليه،فلما خرج عبد الجبار من مخبأه ،بعيد سنة 486ه(1093) وثار في مدينة ارقش على حكم المرابطين غضب ابن تاشفين وقيد المعتمد في سجنه ،فكان ذلك مما زاد في حزن المعتمد وآلامه ،ثم إن عبد الجبار قتل بعد قليل ،وتوفيت الرميكية بعده بمدة يسيرة، ثم توفي المعتمد في شوال من سنة 488(تشرين1095) .

كان المعتمد بن عباد من أسرة من الشعراء كا أسلافه شعراء وأولاده-صبيانا وبنات-شعراء،ولكنه هو كان أشعرهم قاطبة ،واشعر ملوك الأندلس على الإطلاق ،ونعمت مملكة اشبيلية بالثروة والترف ،و كان بلاط المعتمد عنوان ذينك الثروة والترف فجمع المعتمد في بلاط هذا من الشعراء والعلماء ما لم يكن قد اجتمع مثله في بلاط ما من قبل ،إلا أن الشعر كان اغلب فيه على جميع فنون الأدب ،ولم يستوزر المعتمد وزيرا إلا أن يكون أديبا شاعرا، وقد كان اهتمامه بالشعر فوق اهتمامه بإدارة ملكه ،وكذلك كان ناقدا للشعر عارفا به وبرجاله بقصائده.

وشعر المعتمد بن عباد صورة لحياته ،وهو من هذه الناحية قسمان :قسم قاله قبل أسره(وهو شعر مترف أنيق يميل إلى التكلف والصناعة ويدور حول المدح والحماسة والوصف والغزل والعتاب والرثاء ،ويبرز بروزا واضحا في وصف مجالس السرور ووصف المعارك) ثم قسم قاله بعد أسره (وهو اصدق أشعاره عاطفة وأكثره أثرا في النفس ولا ريب ،فقد كان يعبر في هذا الشعر عن حاله التي يختبرها في حاضره)
قال اميليو غرسيه غومس(الشعر الاندلسي107)"فالقصائد التي قالها (المعتمد بن عباد) في منفاه في اغمات وصور فيها مرارات السجن وآلام النفي تعد من أروع ما لدينا من غرر الشعر العالمي".

أقوال بعض الأدباء حول رأيهم بالمعتمد بن عباد:


قال أبو الحسن علي بن القطاع السعدي في كتاب "لمح الملح":
في حق المعتمد انه"أندى ملوك الأندلس راحة،وأرحبهم ساحة،وأعظمهم ثمادا،وارفعهم عمادا،ولذلك كانت حضرته ملقى الرحال،وموسم الشعراء،وقبلة الآمال ،ومألف الفضلاء ،حتى انه لم يجتمع بباب احد من ملوك عصره من أعيان الشعراء وأفاضل الأدباء ما كان يجتمع ببابه،وتشتمل عليه حاشيتنا جنابة".


وقال ابن بسام في(الذخيرة):
وللمعتمد بن عباد شعر كما انشق الكمام عن الزهر ،لو صدر مثله عمن جعل الشعر صناعة واتخذه بضاعة ،لكان رائقا معجبا نادرا ،ومستغربا،فمن قوله:
أكثرت هجرك غير انك ربما عطفتك أحيانا علي أمور
فكأنما زمن التهاجر بيننا ليل وساعات الوصال بدور


قال المقري في كتابه نفح الطيب عن المعتمد بن عباد:
(انه ملك مجيد،وأديب على الحقيقة مجيد،وهمام تحلى به للملك لبه وللنظم جيد،أفتى الطغاة بسيفه وأباد،وأنسى بسيبه ذكر الحارث بن عباد فأطلع أيامه في الزمان حجولا وغررا،ونظم معاليه في اجيادها جوهرا ودررا،وشيد في كل معلومة فناءه وعمر بكل نادرة مستغربة وبادرة مستظرفة أوقاته وإناءه ،فنفقت به للمحامد سوق ،وبسقت ثمرات أحسانه أي بسوق ،منع وقرى ،وراش وبرى ،ووصل وفرى، وكان له من أبنائه عدة أبنائه عدة نظمهم نظم السلك ،وزين بهم سماء ذلك الملك ،فكانوا معاقل بلاده ،وحماة طارفه وتلاده ، إلى أن استدار الزمان كهيئته ،واخذ البؤس في فيئته.
واعتز الخلاف وظهر ،وسل الشتات سيفه وشهر ،والمعتمد رحمه الله يطلب نفسه أثناء ذلك بالثبات،إلى أن طلب القطب بالواقع ،واتسع الخرق على الراقع ،فاستعضد بابن تاشفين فورد عليه خطابه يشعر بالوفاء
فثاب إليه خاطرة 0000000 الخ


وقال الفقيه القاضي أبو بكر ابن خميس رحمه الله حين ذكر تاريخ بني عباد :
( وقد ذكر الناس للمعتمد من أوصافه ،ما لا يبلغ مع كثرته إلى إنصافه ،وأنا الآن اذكر نبذة من أخباره ،واردفها بما وقفت عليه من منظومات أشعاره ،فانه جم الأدب رائقة، عالي النظم فائقة،كان يسمى بمحمد ،ويكنى بأبي القاسم ،على كنية جده القاضي ،استبد بالأمر عند موت أبيه المعتضد ،وفي ذلك يقول الحصري :



مات عباد ولكن بقي الفرع الكريم
فكأن الميت حي غير أن الضاد ميم



إذن المعتمد فاق أباه فكان فارسا شجاعا،وسخيا جوادا ،كما كان شاعرا مجيدا لم يلهه الملك عن فرض الشعر،حتى انه فتح أبوابه و خزائنه للشعراء،وكان فيهم ابن زيدون،فأشادوا به وأطنبوا في مديحه
فأغدق عليهم المال حتى أرهق بذلك كاهل الدولة.
ويعد المعتمد من أقوى ملوك الطوائف وأبعدهم شهرة،وقد افلح في الزحف على قرطبة وضمها إلى أهلها فأحبوه ،كما حقق في حياته السياسية نصرا بعد نصر ،وكان ساعده الأيمن في إدارة شؤون البلاد وزيره وشاعره ابن عمار.


أما رأي المؤرخ الكبير دوزي في كتابه(اسبانيا الإسلامية )"1" (... لم يتح لملك ما أتيح للمعتمد من رهافة الحس وشاعرية النفس ،ولقد كانت أنفة الحوادث التي تمر به في حياته سرعان ما ترتدي الثوب الشعري .
ويمكن أن تصاغ ترجمة حياته أو –على أي حال-حياته الفكرية من أشعاره ،فهي فيض قلبه الخالص الذي تنعكس فيه مسراته وأحزانه التي كان يبعثها إشراق الشمس الضاحية ،أو يثيرها تراكم الغيوم ... ولقد ظلت ذاكرة أثيرة في النفوس باعتباره آخر فرع في دوحة أسرة الملوك الشعراء الذين حكموا الأندلس)
كذلك ذكره ابن خلقان فقال: كان أندى الملوك راحة وأرحبهم ساحة. وكان بابه محط الرجال وكعبة الآمال. وله شعر غاية من الحكمة والرصانة والجمال.


وقال عنه الشاعر ابن اللبانة: ملك المعتمد من الحصون مائتي حصن وولد له مئة ولد وثلاثة وسبعون ولداً، وكان لمطبخه في اليوم ثمانية قناطير من اللحم أي قرابة ثلاثمائة وخمسين كيلو جراما.


أسباب اسر يوسف بن تاشفين للمعتمد بن عباد (معركة الزلاقة):-
حيث كان من ضمن من أدوا له الجزية المعتمد بن عباد ملك أشبيلية ولما رأى ذلك الملك النصراني أن ملوك المسلمين يظهرون له خضوعاً وتذللاً هجم على طليطلة فاجتاحها واحتلها رغم أنف صاحبها القادر بن ذي النون، ثم أراد أن يهين المعتمد بن عباد فأرسل له رسولاً ومعه خمسمائة فارس يحمل رسالة تهديد من الفونسو بأن على المعتمد أن يتنازل عن حصون معينة وأن الجزية وحدها لا تكفي وحشد الرسالة بالتهديد الوقح فثارت في المعتمد شهامة الإسلام وجمع العلماء فاتفقوا على الاستنجاد بزعيم المرابطين "يوسف بن تاشفين" في الشمال الأفريقي وتم القرار في الحال، فأمر المعتمد بقتل الفرسان النصارى جميعاً وضرب الرسول وبصق في وجهه فعاد كاسفاً ذليلاً، وفي الحال أصدر بن تاشفين نداء بالجهاد فتسابق شباب المسلمين إلى ساحة الشرف وأقبل المطوعون من أرجاء البلاد حتى ازدحمت البلاد بالمجاهدين المسلمين، وأقبل الفونسو في أربعين ألف جندي وكتب إلى أمير المسلمين ابن تاشفين يتهدده فكتب له على ظهر خطابه (جوابك هو ما سوف ترى) ثم التقى الجمعان في مكان قريب من بطليموس على حدود البرتغال في سهل واسع من الأرض يقال له الزلاقة.
وبالمناسبة فقد كان العالم الذي اتخذ القرار الحاسم بدعوة المرابطين إلى الأندلس هو الشيخ القاضي"عبد لله بن محمد بن أدهم" رحمه الله، فهو الذي اتصل بزعيم المرابطين واستصرخه لإنقاذ المسلمات من أسر ذلك المعتدي، وكانت استجابة ابن تاشفين سريعة مذهلة، فقد أقبل في قرابة مئة سفينة ونيف وعشرين ألف جندي واندفع إلى الزلاقة فوجد المعتمد بن عباد قد سبقه وقضى ليلة كاملة يهاجم وتنهشه الجراح وفي اللحظة المناسبة وصل المرابطون وقائدهم إلى قلب المعركة وتكامل عدد الكفار خمسين ألفاً وأرسل الفونسو إلى ابن عباد يقول له: اليوم الجمعة وهو عطلتكم، وغداً السبت وهو يوم اليهود واليهود موظفون عندي، وبعده الأحد وهو يومنا فيكون ملتقانا الاثنين.
قالها وهو ينوي الغدر والإيقاع بالمسلمين يوم الجمعة؛ لكن الملك المعتمد أدرك الحيلة فلما هجم الغدار وجد المعتمد يقظاً مستعداً فقامت معركة يشيب لهولها الولدان وأبلى المعتمد بلاْ عظيماً ووصل ابن تاشفين في أصعب المواقف فانقض على الجيش الغادر كالصاعقة وشُده النصارى وزلزلوا زلزالا شديداً وأخذتهم سيوف المعتمد من خلفهم وسيوف ابن تاشفين من بين أيديهم ووضع فيهم السيف فلم يفلت منهم أحد وهرب القائد النصراني في بضعة رجال وكانت الواقعة في يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان حيث قتل جميع الجيش النصراني فلم يعد منهم سوى ثلاثمائة رجل (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) .



وكان أمير المسلمين ابن تاشفين في أول الأمر يحترم المعتمد بن عباد ويقول هو ضيفنا، ولكن نفراً من المغرضين أوقعوا بين المعتمد وابن تاشفين ووشوا إلى ابن تاشفين أن المعتمد يميل إلى الترف ولم يزالوا بابن تاشفين حتى أوغروا صدره على المعتمد فتنكر للصداقة والحلف وأمر بقتل ولدي المعتمد ثم قامت معركة عنيفة بين أهالي أشبيلية وبين البربر انتصر فيها المعتمد أول الأمر لكن الدائرة دارت عليه فأسره جيش ابن تاشفين بعد أن أبلى في الدفاع عن مملكته أعظم البلاء، ونزل المعركة بدون شيء يصد عنه وقع السهام سوى قميص أبيض وقد رماه أحد الجنود البربر بحربة فتظاهر أنه أصيب ثم انقض على الرجل فطوح به وقتله وقد قال في تلك المعركة أبياتاً حين دعاه أحد المشفقين عليه إلى الخضوع والمصالحة فقال:
قالوا الخضوع سياسة فليبد منك لهم خضوع
وقد انتهى أمر المعتمد رحمه الله أن وقع في قبضة ابن تاشفين فحبسه في سجن أغمات في تونس فقيراً مجرداً من ماله، وأظله عيد وهو في السجن فقدم إليه نفر بناته فرأين سوء حاله في السجن والقيد، فقال رحمه الله يصف هذا المشهد الذي يقطع نياط القلوب:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فجاءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في التراب والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
من بات بعدك في ملك يسر به فإنما بات الأحلام مغرورا



مختارات من شعر المعتمد:
_لما كان المعتمد واليا على شلب (440-445ه)انغمس في اللهو انغماسا اغضب أباه المعتضد ،أدرك المعتمد خطأه ومغبة هذا الخطأ على مستقبله ،فكتب إلى أبيه بهذه القصيدة يمدحه بها ويترضاه:
سكن فؤادك لا تذهب بك الفكر ماذا يعيد عليك البث والحذر؟
وازجر جفونك لا ترض البكاء لها واصبر فقد كنت عند الخطب تصطبر
فإن يكن قدر قد عاق عن وطر فلا مرد لما يأتي به القدر
وان تكن خيبة الدهر واحدة فكم غزوت ومن أشياعك الظفر

وقال يخاطب أبا بكر بن عمار ويذكره أيامها في شلب :
ألا حي أوطاني بشلب ،أبا بكر وسلهن:هل عهد الوصال كما ادري
وسلم على قصر الشراجيب عن فتى له أبدا شوق إلى ذلك القصر
منازل آساد وبيض نواعم فناهيك من غيل وناهبك من خدر


ربعت من البرق وفي كفها برق من القهوة لماع
عجبت منها وهي شمس الضحى كيف من الأنوار ترتاع
-كان للمعتمد جارية يحبها اسمها سحر،فوقعت بينهما جفوة فتركت زيارته ،واتفق أن مرض المعتمد فجاءت سحر تزوره فقال:
سأسأل ربي أن يديم لي الشكوى وقد قربت من مضجعي الرشا الاحوى
إذا علة كانت لقربك علة، تمنيت أن تبقى بجسمي وان تقوى
شكوت وسحر قد اغبت زيارتي فجاءت بها النعمى التي سميت بلوى
-وقال يصف شمعة:
وشمعة تنفي ظلام الدجى نفي يدي العدم عن الناس
ساهرتها والكأس يسعى بها من ريقه اشهى من الكأس
-وقال في الغزل:
ثلاثة منعتها عن زيارتنا، خوف الرقيب وخوف الحاسد الحنق
ضوء الجبين ووسواس الحلي وما تحوي معاطفها من عنبر عبق

-وكانت له جارية اسمها (جوهرة) وكان يحبها ،فجرى بينهما عتاب ،ورأى أن يكتب لها فيرضيها
فأجابته برقعة لم تعنونها باسمها ،فقال:
لم تصف لي بعد وإلا فلم لم أر في عنوانها جوهره
درت بأني عاشق لاسمها فلم ترد للغيظ إن تذكره
قالت:إذا أبصره ثابتا قبله ، والله لا أبصره
-وقال في جارية اسمها وداد:
اشرب الكأس في وداد ودادك وتأنس بذكرها في انفرادك
-وله:
قالت لقد هنا هنا مولاي أين جاهنا
قلت لها إلى هنا صيرنا آلهنا
وله أشعار كثيرة في وصف حاله بالأسر فمنها أيضا انه كان قد اجتمع عنده جماعة من الشعراء والحوا عليه السؤال وهو في الأسر فقال:
سألوا اليسير من الأسير وانه بسؤالهم لا حق منهم فأعجب
لولا الحياء وعزة لخمية طى الحشا لحكاهم في المطلب
إن أشعار المعتمد وأشعار الناس فيه كثيرة وتوفي بالسجن باغمات حادي عشر شوال وقيل في الحجة رحمه الله ومن النادر على الغريب بعد عظم سلطانه وجلاله شأنه فتبارك من البقاء والعزة والكبرياء واجتمع عند قبره جماعة من الشعراء الذين كانوا يقصدونه بالمدائح ويجزلهم المنائح فرثوه بقصائد مطولات وانشدوها عند قبره وبكوا عليه فمنهم أبو بحر عبد الصمد شاعره المختص به رثاه بقصيدة طويلة أجاد فيها وأولها:
ملك الملوك أسامع فأنادى أم قد عدتك من السماع عواد
لما نقلت عن القصور ولم تكن فيها كما قد كنت بالأعياد
قبلت الثرى لك خاضعا وجعلت قبرك موضع الإنشاد
ولما فرغ من إنشادها قبل الثرى ومرغ جسمه .
ومن ابرز سمات المعتمد الفنية في قصائده :_
1-دمج موضوعات شعره المختلفة بالطبيعة.
2-أبهة الملك فنراه جعل من البدر ملكا في السماء ،ومن النجوم والكواكب حشما وبطانة،ومن الثريا المتألقة راية خفاقة...........إلى غير ذلك.
3-المبالغة أحيانا ولكن تمتاز المبالغة في شعره بأنها سائغة محببة.
4-الأصالة ورصد مرارة التجربة.
5-الافتخار بآبائه الضيم والذل اللذين وجد دونهما مرارة السم الناقع.
6-الشعر الحماسي،فقصائده الحماسية تتسم بنفس ملحمي خفيف تتسربل خلاله معاني قوية عذبة من خلال طابع القصص المحبب.
7-الوحدة العضوية لقصائده ،بحيث تأخذ بعضها برقاب بعض .
8-حسن الاستهلال بمطلع شجي وحسن ختامها.
9-السهولة التي تعد مفتاح شعر ابن عباد،فأبيات قصائده تترقرق مأنوسة الألفاظ سلسة العبارات لتعبر عن روح هذا الفارس ،وتعبر عن نفس بطل مهزوم ،ومقهور.

نموذج تطبيقي لشعر المعتمد بن عباد لإبراز السمات الفنية الموجودة فيه:
وقد قال في معركة الزلاقة أبياتاً حين دعاه أحد المشفقين عليه إلى الخضوع والمصالحة فقال:
قالوا الخضوع سياسة فليبد منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضوع على فمي السم النقيع
قد رمت يوم قتالهم ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميص عن الحشاشي دفوع
أجلي تأخر لم يكن بهواي ذلي والخشوع
ما سرت قط إلى القتال وكان من أملي رجوع
شيم الأولى أنا منهمو والأصل تتبعه الفروع

هنا نرى حالة استغراق شعوري في نفس الشاعر ،حيث تنطوي القصيدة على طلب للمحسنات وسعي إلى الضور ،أيضا البحر المجزوء ينم عن قصر تفصيلاته وتلاحقها معا تدل على اضطراب الأحوال التي عانى الشاعر من أهوالها وتوالي أحداثها ،وتدل عل الشاعر الجياشة ،والألفاظ السهلة تدل على التعبير عن أسى عميق عن نفس بطل مهزوم وفارس مقهور ،نجد كذلك تكرار حرف العين في قوافي الأبيات ،الذي أضفى على القصيدة مزيدا من الشجو وتلفها بغلالة من الأسى ،حيث انه في سجن اغمات كان على المعتمد ان يقضي أيامه الباقية حسرات ،حيث لا أنيس سوى أسراب الطير ونجوم الليل ،ولا جليس سوى الذكريات والأشعار.



اتمنى لكل من قرأ هذا البحث ان يستفيد منه فهو موضوع قيم عن شخصية مهمة مرت في تاريخنا الادبي العربي ولمن يريد اسماء مراجع حول هذا الاديب فأنا مستعدة لذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://abuzabad.montada
 
ملك اشبيلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ابوزبد  :: ابوزبد الثقافية :: المكتبة الادبية-
انتقل الى: