هل يتحير المرء أم يتعجب من استمرار قراصنة البحر الصوماليين في خطف السفن التجارية في وضح النهار رغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها كثير من دول العالم , وبالخصوص الدول العظمى التي تملك أساطيل بها كافة أنواع أجهزة الرصد والاستشعار عن بعد وتمدها أقمار صناعية بالصور على مدار الساعة,ومع أن دول عدة تعرضت سفنها للخطف بالفعل تكررت عمليات الخطف, ولم يتحقق على أرض الواقع مايجلب الإطمئنان أن ثمة حلولا ناجعة يمكن الركون إليها. فمعظم عمليات القرصنة تنتهي بدع فدية مالية ضخمة. ولعلنا لم ننسى كم استمرت الناقلة السعودية محملة بحوالي 2مليون برميل من النفط وغيرها من السفن من مختلف الجنسيات . الواقع أن التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة كونها تهدد مصالح دول وشعوب وتسبب معاناة نسانية لذوي المخطوفين والمرتهنين لرحمة أناس امتهنوا حرفة حسبنا أنها عفى عليها الزمن, ونسينا أن القراصنة نتاج حكم ديكتاتوري سابق خلف وراءه أوزارا عدة ومن جاءبعده عاد بالصومال لى الصراعات القبلية
مع العيش في الفوضى السياسية وانتفاخ جيوب أمراء الحرب حيث أصبح لكل منهم مطاره الخاص وميليشياته الخاصة ومن حرب إلى أخرى على مايقرب من 20 عاما على سقاط نظام محمد سياد بري. وبروز حركات أخرى منها إسلامي ( نظام المحاكم ) الذي أسقط على أيدي القوات الأثيوبية التي استعان بها الحكم القائم المنقسم على نفسه حتى الساعة, مع ترافق اتهامات غربية واميركية خاصة بتنامي نشاط ( القاعدة) في الصومال منذ تفجيرات نيروبي وتنزانيا, كل هذا جعل من الصومال مرتعا خصبا لتجار الموت والسلاح . وممارسة أنشطة مشبوهة من غسيل أموال وتحقيق مكاسب مالية جراء غياب الدولة,
وبروز طبقات إجتماعية تتمتع بامتيازات تتلاعب بمصالح البلد , وأسست طبقات معدمة بائسة حرمت من كثير من مقومات الحياة الكريمة من تعليم وصحة وخدمات إجنماعية ناهيك عن غياب الأمن , وتفشي الفساد
وأصبح معدل دخل الفرد الصومالي من أدنى المعدلات بل أدناها حسب الإحصائيات الدولية .
ولقد انتظر الصوماليون من يساهم ي انتشالهم مما هم فيه من ضائقة وضياع وبؤس فلم يظروا سوى بوقوف العالم بصفة عامة والمحيط العربي خاصة متفرجا لاحول له ولاقوة.
من العجب أن دول البلقان بدأت صراعاتها بعد الصومال وتكثفت الجهود الدولية حتى وصلت إلى حلول أنهت
الصراعات ومهدت لقيام حكومات وطنية لملمت جراحها وتعالت على صراعاتها الإثنية, وكان للدول العظمى ي الغرب وأميركا الدور الحاسم في لجم الحركات المناوئة للتسوية توجت بقيام المحكمة الجزائية الخاصة بيوغسلافيا السابقة . وأخيرا قيام حكم مستقل بكوسوفو. الآن يدفع المجتمع الدولي الثمن وعلى رأسه الدول الكبرى جراء تقصيره في إتخاذ خطوات مشابهة مثل ما تم بالبوسنة والهرسك وصربيا وكوسوفو, واقليم آتشي باندونيسيا, هل يمكن تبرير ذلك كون الصومال دولة عربية إسلامية أفريقية . لاحظو ا هل الفرق في التعامل بسبب الدين أم اللون أو الإنتماء العربي؟ من الممكن أن نقول جميع ماذكر, ولكم انظروا موق دول العالم من الوضع في زيمبابوي, والجراءت المتخذة لعزل نظامها لأسباب حقوق الإنسان والتلاعب في الإنتخابات. هنا ينتفي مما ذكرت سلفا من عناصر وهو أن زيمبابوي أفريقية وليست عربية أو إسلامية. قد يقول قائل: والبوسنةزالهرسك اليس معظم شعبها يدينون بالإسلام؟الأمر مختلف نظرا للبعد الأوروبي لجهة نقاء المحيط الأوروبي والخوف من تأثر الدول المجاورة من مناخ عدم الإستقرار في (يوغسلافيا السابقة)
أقليم آتشي الأندونيسي سكانه معظمهم يدينون بدين الدول المتنفذة في العالم.
أعود لصلب الموضوع أن التقصير العربي تجاه الصومال وعدم الحماس من منظمة المؤتمر الإسلامي وعدم استطاعتها أن تتعامل مع الموضوع الصومالي بجدية كافة ترك لدول إقليمية كأثيوبيا وبغطاء غربي وأميركي على وجه الخصوص أن تتاجر بقضية الصومال. فلو أنصف العرب والمسلمون بعضهم بعضا لكان للصومال نصيب من ذلك الإنصاف. وأيضا زعماء القبائل وأمراء الحرب الصوماليون هم في الأساس من يساعد عل الفلتان الأمني والعجز عن فرض سيطرة دولة قادرة. كل ذلك أنتج فئة من الصوماليين تمتهن القرصنة وتبتز دول كبرى وغيرها.وحتى الأمم المتحدة ومع صدور قرلرها الداعي لجميع الدول أن تشارك بقواتها لجعل منطقة القرت الأفريقيي وسواحل الصومال وخليج عدن منطقة آمنة. ليس من المعقول أن تستمر حفنة من القراصنة تتحكم في منطقة بجرية حيوية . والعالم بأجمعه بات عاجزا عن انهاء القرصنة. ربما أسباب لانعلمها تحول دون نجاح دول العالم وقدوته ي التعامل بحزم مع القرصنة والقراصنة
الثلاثاء 03 فبراير 2009, 09:07